النماذج النظرية المفسرة للضبط الاجتماعي ا. مشري زبيدة د لياس شرفة سنة 1924 و سذرلاند

Transkript

1 النماذج النظرية المفسرة للضبط الاجتماعي ا. مشري زبيدة د لياس شرفة جامعة سكيكدة جامعة الطارف ملخص: حظي موضوع الضبط الاجتماعي باهتمام علماء التربية والاجتماع وعلم النفس لصلته الوثيقة بتنظيم ا تمعات وحياة الا فراد داخل هذه ا تمعات ا ذ يعد شكل من ا شكال الحياة الاجتماعية التي تسهم في النظام الاجتماعي واستقرار ا تمع من خلال الامتثال للمعايير و القيم الساي دة في ا تمع. وبالنظر ا لى ا همية الضبط الاجتماعي داخل ا تمع في تحقيق استقراره و تماسكه نتناول في هذا المقال مجموعة من النماذج النظرية المفسرة للضبط الاجتماعي. الكلمات المفتاحية: نظرية الاختلاط التفاضلي نظرية الاحتواء نظرية الانجراف نظرية الضبط الاجتماعي. مقدمة منذ عصر دوريكايم فا ن مقولة الضبط الاجتماعي قد تبناها الكثيرون و ا صبحت شاي عة و منتشرة و تستخدمها معظم الدراسات الاجتماعية في الانحراف بالا ضافة ا لى ذلك كان هناك العديد من البحوث و الدراسات التي ا برزت ا همية الا سرة و الدين و المو سسات و المدارس و الا صدقاء و الرفاق و تنظيمات ا تمع المحلي في الضبط. و نظرا لا همية النظريات في مجال الضبط الاجتماعي و بخاصة الضبط في مجال الانحراف و الجريمة نرى من المفيد عرض عددا من ابرز هذه النظريات التي تناولت موضوع الضبط الاجتماعي بصورة مباشرة و قد روعي في اختيارها بناي ها النظري المتناسق و المتكامل و هي(نظرية الاختلاط التفاضلي نظرية الاحتواء نظرية الانجراف نظرية الضبط الاجتماعي). ا ولا نظرية الاختلاط التفاضلي(كريسي Donal R.Cresey سنة 1924 و سذرلاند Edwin h.suthenland سنة 1939): تندرج نظرية المخالطة الفاضلة تحت في ة النظريات النفسية الاجتماعية المفسرة للسلوك غير السوي. فهي تضع في اعتبارها الاتجاه النفسي و الاتجاه الاجتماعي محاولة بذلك تحقيق التوازن بين العوامل الفردية و العوامل الاجتماعية عند دراسة السلوك غير السوي. وتنظر النظريات النفسية الاجتماعية ا لي الشخصية باعتبارها المتغير الوسيط الذي يكشف عن جوانب البناء الاجتماعي و ما يمارسه من ا ثر في الشخصية الا نسانية و انعكاس ذلك الا ثر على ما يقوم به الفرد من ا فعال و ما يتسم به من خصاي ص و سمات( 1 ). تناول كل من سذرلاند وكريسي مسا لة الضبط الاجتماعي في سياق عرض موضوع العقاب والانتقال في ا تمع الحديث و ذلك في كتا ما الشهير"علم الجريمة" الذي نشر في عام ويحدد كل منهما عوامل ضعف الضبط الاجتماعي في النقاط التالية التالية: التطور في نمط الا سرة من النمط الممتد ا لى النمط النووي(الا بوين و الا ولاد). التطور في وظاي فها حيث شاركتها بعض المو سسات الاجتماعية في بعض الوظاي ف ونتج عنه ضعف الوحدة الا سرية و يتجلى ذلك في عدم تقاسم النشاطات و المصالح المشتركة. ضعف الجيرة بسبب انتقال الا سرة النووية ا لى جيرة فيها السنن غير متجانسة. 283

2 ا دت زيادة الانتقال ا لى اتساع حدود التفاعل من ا تمع المحلي ا لى الوطن ا و العالم كله مما حجب ظهور ا ثار السلوك في الحال سواء بالنسبة لا عضاء ا تمع المحلي ا و بالنسبة للمشاركين في ا طار التفاعل الا وسع. بسبب الانتقال وجدت ظروف الا ام و ضعفت الا جهزة التي كانت تكفل الضبط في معظم ا تمعات الا ولي( 2 ). و يري سذرلاند وكريسي ضرورة الحد من العقاب كوسيلة من وساي ل الضبط الاجتماعي ويعتبر ا ن الضبط الاجتماعي الفعال يوجد في ثلاثة عناصر هي : الضغط و التقدير و الاستجابة الخوف من العقاب. ا حيث يتحقق الامتثال في السلوك ا ذا توفرت هذه العناصر ا كثر مما يتحقق من خلال فمجرد الخوف من العقاب ليس له ا ثر رادع و ا نما يتحقق الا ثر نتيجة للخوف من فقدان المركز الاجتماعي. با ن الخوف من فقدان المركز الاجتماعي ليس هو الخوف الحقيقي و ا نما ينجم خوف الشخص عن شعوره عند ارتكابه لفعل معين ينتهك به معايير الجماعة و القانون في نفس الوقت با ن هذا الانتهاك لا يتواءم مع نظرته لذاته و ا ن الانتهاك يقلل من قدره لذلك يحجم عن القيام ذا الفعل لشعوره بعدم الارتياح لانتهاك هذا المعيار. و هذه هي طريقة الضبط الا ساسية سواء انتظم السلوك وفقا للقانون ا م لا. ت ا ن للجماعة المرجعية للشخص دور هام في الضبط الاجتماعي فهي التي تحدد ا ن انتهاك المعايير و القانون يتلاءم ا و لا يتلاءم مع مقام ا عضاي ها لذا فان الطريقة المو ثرة في الضبط هي الطريقة الامتثال بدلا من معاقبة عدم الامتثال. اللارسمية عن طريق الجماعة التي تكافي و يقترحان في هذا السياق استبدال نظام العقاب و التركيز على الجانب الوقاي ي من خلال ا طراء قيم معينة تصبح القوانين المتعلقة ذه القيم غير ضرورية( 3 ). تو كد نظرية سلوكه و عندها سذرلاند و كريسي على ا همية الا سرة التي ينتمي ا ليها الفرد و مدى ما تمارسه من تا ثير على شخصيته و من خلال علاقاته با فراد الا سرة وتفاعله معهم( 4 ) لا ن التفاعل الا سري هو الا طار الذي يتعلم فيه الفرد السلوكيات ويري سذرلاند ا ن السلوكيات المضادة للا سرة ومن ثم ا تمع هي سلوكيات يتعلمها الفرد ولا يرثها و يتم تعلم هذه السلوكيات من خلال الاتصال المباشر بالا شخاص ذوى العلاقة القوية مع الفرد مثل الا بوين والا خوة ا كثر مما يحدث من خلال الاتصالات غير المباشرة كوساي ل الا علام ويبدا الفرد في ممارسة السلوكيات المضادة للا سرة و ا تمع عندما تكون الا فكار التي تو يد مخالفة القوانين ا قوى من تلك التي تو كد احترام القوانين وتلعب الا سرة دورا كبيرا في ترجيح ا حد هذين الاتجاهين. ثانيا نظرية الاحتواء: ظهر ريس" Reiss "سنة 1951 ركز ريسReiss سنة 1951 داخل ثقافة نظريات الضبط ما يسمي بنظرية الاحتواء وتبرز من خلال نظرية توبي" Toby "سنة 1957 "ناي"سنة 1958 و"ركلس"سنة على ا همية العوامل الخارجية الداخلية مثل قوة الضوابط الشخصية على"الصغار"و تشر م مثل ضعف رقابة الا هل و تا ثير رفاق السوء كل من و العوامل لقيم و معايير ا تمع ويذهب في نظريته ا لى وجود ثلاثة عناصر تتعلق بالضبط و السلوك غير السوي حيث ذهب ا لى ا ن السلوك غير السوي نتاج لا ي ا و لكل من العناصر التالية: Albert A نقص في الضوابط الداخلية السوية التي تنمو ا ثناء فترة الطفولة. 284

3 ا يار هذه الضوابط الداخلية. تصدع ا و تصارع القواعد الاجتماعية التي تزودنا ا الجماعات الاجتماعية الهامة مثل الا سرة( 5 ). و قد توصل ريس ا لى نتيجة تتضمن ا نه كلما كانت الضوابط الشخصية والاجتماعية ا ضعف كلما كانت الفرصة ا كبر بالنسبة للفرد لينحرف كما ا ن نقص الضوابط الشخصية ا كثر ا همية من الضوابط الاجتماعية في فتح السبيل ا مام الفرد للانحراف( 6 ). كما ا شار توبي Toby سنة 1957 ا لى ا ن الا سرة تعتبر من ا هم المصادر في الضبط المباشر و غير المباشر كما ا وضح انه كلما زاد التكامل الا سري زادت قدرة الا سرة في ممارسة الضبط و ذهب توبي ا لى ا ن الا ناث و الا طفال الصغار بصفة عامة يتلقون رعاية و يرتبطون بوالديهم ا كثر من الذكور و البالغين فنقص الضبط الا سري يو ثر على الا ناث ا كثر من الذكور و على الا طفال ا كثر من البالغين و بذلك فان اختلاف الضبط الا سري المتعلق بالسن و الجنس يجعلنا نقف على العلاقة بين الا سرة المنهارة و بين انحراف الفتيات الصغار( 7 ). و يري توبي ا ن الناس الذين يستطيعون ا ن يلتزمون بمعايير و قيم ا تمع لتصورهم ا م يعيشون في مجتمع عادل. و سوف يستفيدون من هذا الالتزام طبقيا و اجتماعيا ا ي ا م يراهنون على مسا لة الالتزام التي سوف يجنون ثمارها( 8 ). و يو كد نايNye F.lvan في دراسة حول الانحراف من منظور الضبط الاجتماعي التي نشرت سنة 1958 على ا ن حالات السلوك المنحرف قد تكون ناشي عن دواع معينة ا و نتيجة غياب الضوابط. و قد حدد ناي ا ربع ا ليات(ميكانيزمات) للضبط الاجتماعي و هي: الضبط المباشر الذي يفرض من الخارج بوساي ل العقاب ووضع القيود و الكوابح. الضبط الذاتي(المستدمج ذاتيا)و هذا الضبط يمارس من الداخل من خلال الوعي. الضبط غير المباشر و هذا الضبط يرتبط بالتوحد العاطفي مع الوالدين و ا شخاص ا خرين. الضبط من خلال توفر مسالك كثيرة ا لى الهدف و ا شباع الحاجة. كما يرى ناي ا ن التنشي ة الاجتماعية داخل الا سرة تتخذ شكل غرس ا هداف و قيم الا سرة في ضمير كل فرد من ا فرادها وهذه ترتبط بالعلاقات العاطفية التي هي مصدر مستقل للضبط الاجتماعي( 9 ). كما يبرز دور الا سرة كا حدى مو سسات التنشي ة الاجتماعية في ا عداد الفرد قيمي ا ووساي ل الثواب و العقاب و الهدف هو خلق الضمير ا و الا نا الا على الخارجي معا في منع السلوك المنحرف و الجريمة( 10 ). كما عالج ريكلس الخارجي. Walter c. Reckless 1961 سنة "ناي" ا ي ا ن و ذلك من خلال الضبط المباشر يركز علي الضبط الداخلي و مسا لة الضبط الاجتماعي من خلال الاحتواء الداخلي و الاحتواء الداخلي(الضبط الداخلي): و يتا لف من المكونات الداخلية للذات( الذات الايجابية توجيه الهدف تحمل الا حباط الاحتفاظ بالمعيار). و قد وجد ريكلس ا ن مفهوم الذات يمكن ا ن يو دي دورا في الا حجام عن الانحراف فالا فراد الذين لديهم تصور للذات ايجابي هم ا قل ا قبالا على الانحراف و هم على قدر عال من المسي ولية ويتم التفاعل الا سري لديهم بصورة نافعة و محببة على حين ا ن الا فراد الذين لديهم تصور للذات فقير و الذي من شا نه ا ن يو دي ا لى توجيه داخلي ضعيف يكون ا كثر ا قبالا على الانحراف( 11 ). و يشير توجيه الهدف ا لى توجيه الشخص نحو الا هداف الموافق عليها اجتماعيا ا ما تحمل الا حباط هو القدرة على تحمل الضغوط و المصاي ب و الخيبة والفشل بدون اللجوء 285

4 للانحراف. و الاحتفاظ بالمعيار هو الا خلاص و القبول والالتزام و التوحد مع الاعتراف بصحة المعايير و القواعد والقيم و الدفاع عنها( 12 ). و يتوقف تا ثير العوامل الدافعة ا لى ارتكاب السلوك المنحرف على قوة الضبط الداخلية و الخارجية عند الفرد و بالتالي ا ذا كان تصوره في ذاته سيي ا فان الضوابط الاجتماعية الخارجية سوف تمارس تا ثيرا ضعيفا على الفرد و يصبح احتمال ارتكابه للسلوك المنحرف ا كثر قوة و في المقابل لو كان تصور الفرد عن ذاته جيدا فانه سوف يقاوم الضبط الاجتماعي الخارجي الضعيف و يرفض ارتكاب الا فعال الجانحة. و يصبح الضبط الداخلي ضروريا حين تصبح العلاقات الاجتماعية لا شخصية و حين يبتعد الا فراد عن الجماعات الا ولية لفترة طويلة من الزمن. الاحتواء الخارجي(الضبط الخارجي): و مصدره الجماعات الا ولية التي تحاول ا ن تبقي ا فرادها ضمن حدود المعايير و القواعد المقبولة و يزداد تا ثير الضبط الخارجي خلال ظروف اجتماعية عامة تتضمن العزلة تجانس الثقافة و الطبقة الاجتماعية و السكان( 13 ). ثالثا نظرية الانجراف: ظهرت نظرية الانجراف" لماتزا David Matza سنة 1964 وتعتبر ضمن التراث النظري في الانجراف و الضبط الاجتماعي". و الانجراف يعني حالة التحرر من الا لزام الخلقي للمجتمع بواسطة التا ثير المشترك للتقارب الخفي و المحايدة( 14 ). وهو يعترض على النظريات التي تعطي طابعا حتميا للثقافات التحتية المنحرفة التي تلهم المراهقين بالقيم المناقضة لقيم ا تمع. ويو كد على ضرورة ا ن تكون الثقافة نفاذة و متفتحة على تنوع التا ثيرات والتيارات الفكرية المتلاقية و المتناقضة. ا التقارب الخفي: يعني اندماج الثقافة التقليدية مع الثقافة الفرعية للمنحرف بطريقة تدعم فيها الثقافة التقليدية الانحراف دعما خفيا و يتم ذلك من خلال ا بطال السيطرة الا خلاقية للمجتمع على الا فراد باستخدام التعليل العرفي للمخالفات السلوكية فمثلا يوجد التعليل العرفي الا عذار لمدمني المسكرات ا و للا شخاص في حالة الغضب في المسو ولية في ارتكاب الجريمة ا و الانحراف ا سوة با انين ا و مختلي العقل باعتبار ا ن الغضب ا و تناول المسكرات هو مجنون مو قت. بالمحايدة: ا ن الشخص الجانح يتعرض باستمرار لمبادي و تعاليم الثقافة التقليدية و الا نحرافية و لكي يمارس الشخص المخالفات يجب ا ن تكون المعايير التقليدية محايدة وتصبح المعايير محايدة من خلال التقارب الخفي و التوسيع في اتخاذ المبررات و الا عذار القانونية و التقليدية للمخالفات التي تحرر الفاعل من الا لزام الخلقي و تو دي ا لى الامتثال لمعايير الانحراف( 15 ). لقد ذهب"ماتزا"ا لى ا ن الفرد يصبح حرا في ارتكابه الا فعال الجانحة من خلال استخدام "تكنيكات المحايدة" حيث تلعب التكنيكات دورا في تحييد ا و ا يقاف التزام الا فراد بقيم ا تمع و هكذا تتاح لهم حرية ارتكاب السلوك المنحرف وتتضمن تكنيكات المحايدة الا ليات التالية: ا نكار المسي ولية: يرى الجانح نفسه مضطرا ا لى ارتكاب السلوك المنحرف فهو يعتبر نفسه و حيدا لا يلقى العون ا و المساعدة من ا ي فرد في ا تمع كما ا نه مدفوع ا لى الانحراف بسبب قوى خارجية عن ا رادته و بالتالي فهو لا يشعر بالذنب عند ارتكابه و ممارسته السلوك المنحرف فهو مجبر عليه دون ما رغبة منه. لذا فهو ينكر المسي ولية عن طريق الاعتراف با ن جميع من يعيشون حولهم وفي مجال بيي تهم هم من الا فراد الذين يعانون من تفكك ا سري كحالتهم وا ن لا مجال ا مامهم سوى الفعل غير السوي. 286

5 ا نكار الظلم: ينكر الجانح الظلم الذي يتضمنه الفعل المنحرف فالقانون يضع تفرقة بين الفعل المنحرف في حد ذاته و الفعل المنحرف و لكنه غير ا خلاقي. و بالتالي فان الجانح يرى ا ن سلوكه المنحرف لا يسبب ا ي ضر ر ا و ا ذى بالرغم من حقيقة ا ن سلوكه في واقع الا مر ضد القانون. وكثيرا ما نجذ المراهق الصغير يبرر مة ا يقاع الضرر بالا خرين وذلك لا ن الهروب من البيت ا و المدرسة ا و استعمال المخدرات لا تضر ا حد سواهم. ا نكار الضحية: يصر المنحرف ا ن الظلم ليس نتيجة لا خطاي ه فعدم وجود صاحب المحل يسهل السرقة ا و قد يلقي بعضهم اللوم على الضحية في الجريمة التي يرتكبو ا ا ذ ا ن مسو ولية الضحية في نشوء الفعل الا جرامي لا تقل ا حيان ا عن مسو وليتهم ا نفسهم بشكل ا و با خر. ا دانة من يدينه: يرى الجانح ا ن ا تمع تسوده مظاهر الفساد و الانحلال و التفكك سواء ا كان ذلك في نظام الشرطة ا و ا دارة المدرسة ا و ا ي نظام ا خر. الرغبة في الولاء للا كبر: عادة ما يجد الجانح نفسه في مواجهة مشكلة تعدد الولاء و الانتماء لا كثر من جماعة و يدور الصراع عادة بين الولاء للجماعة الغيرة التي ينتمي ا ليها. و حيني ذ فان الانحراف عن قيم و معايير معينة يمكن ا ن يحدث ليس بسبب رفض تلك القيم ا و المعايير و لكن رد ا ن هناك معايير و قيما ا خرى تمثلها الحدث الجانح و التزم ا و لم يعد يو من بالقيم و المعايير الا ولى (16). ويتضح من خلال هذه التبريرات ا ن المنحرف يقوم بعلمية تحييد السلوك المنحرف بوصفه سلوكا غير خاطي وبالتالي فلا مجال لتحميل المنحرف ا ي مسو ولية بسبب هذا السلوك حيث لا يرى المنحرف نفسه مقصر ا ا و جانحا لا نه يعمل بوحي من بعض القيم الخفية التي تحرك سلوك غالبية ا فراد ا تمع الكبير حيث يحترم ا تمع على سبيل المثال الشخص الحاذق الذي يحقق لنفسه مكاسب كبيرة بفطنته وذكاي ه حتى ولو كان الطريق ا لى ذلك الثراء طريقا غير مشروع كما يحدث في ا تمع الا مريكي على سبيل المثال حسب ما ترى هذه النظرية. رابعا نظرية الضبط الاجتماعي(هيرتشي " Hirschi "سنة 1969 ): تعد نظرية "هريتشي"من احدث نظريات الضبط الاجتماعي فقد طور نظريات الضبط الا خرى وطرح صورة ا كثر وضوحا فيما يتعلق بالروابط الاجتماعية.اعتقد"هرتشي"ا ن السلوك يعكس درجات مختلفة من الا خلاقيات فقد ذهب ا لى ا ن قوة تمثل المعايير و الوعي و الرغبة في التوافق تدفع الا فراد نحو السلوك التقليدي التوافقي. وارجع سبب الانحراف ا لى ضعف الرابطة الاجتماعية و التي تتميز بوجود ا ربع عناصر هي: الارتباط: ا ن ا هم المو سسات المو ثرة في حياة الا فراد هي الا سرة فقوة الارتباط بين ا عضاء الا سرة(مثل الرابطة الزوجية الرابطة الا بوية الرابطة الا خوية) هي التي تقوي و تدعم التماسك الا سري( 17 ). ووجد هيرتشى ا ن الترابط هو ا هم عنصر في ربط الفرد با تمع وهو يرجع ا لى الروابط العاطفية التي تربط الفرد و الا فراد الا خرين فكلما زاد ترابط الطفل بوالديه قلت ا مامه فرصة الجناح فارتباط الطفل بوالديه يتجه ا لى ربط الطفل بتوقعات الوالدين وهو بذلك يرتبط بمعايير ا تمع الكبير( 18 ). كما ربط هيرتشي( 1969 ) بين ا لية الارتباط والسلوك المنحرف فعالم المراهقة مكون من العاي لة الا صدقاء المدرسة حيث توصل ا لى: الارتباط بالوالدين و القيم العاي لية و تمثل معايير ا تمع من العوامل التي تضعف فرص الانحراف. 287

6 اضطراب المساي ل المتعلق بالارتباط و زيادة معدلات الانحراف. ضعف الاتصال الايجابي في العاي لة يقود ا لى الانحراف. للمناخ العاي لي دور في درجة التماسك و درجة الانحراف. التفاعلات اللاوظيفية في الا سرة تزيد من الانحراف. هناك اختلاف في درجة الانحراف استنادا ا لى متغير الجنس. الاندماج: ويعني الاندماج درجة الفاعلية فاندماج الفرد في الا نشطة النافعة يدعم و ينمي الجانب السوي من شخصيته. فاندماج الا بوين في عملهم و الا بناء في دراستهم يجعلهم مرتبطين بمواعيد محددة لا يمكن مخالفتها مما يقلل فرص المشاحنة و التوتر داخل الا سرة. الالتزام : يعد الخوف من ا هم العوامل التي تكبح رغبة الكثيرين في خرق القانون و هناك القليل الذي ينكر ا ن طاعة الناس للقانون في بعض المواقف ترجع ا لي مجرد خوفهم من النتاي ج. و يطلق على هذا الجانب العقلي من الامتثال الالتزام ولكن ماذا نعني بقولنا في شخص ما ا نه يلتزم بالامتثال للقانون عبر"هيوارد بيكر"عن ذلك بقوله: ليست مرتبطة بالضرورة ذا الخط من السلوك. يتخذ الفرد هذا الوضع لنفسه بناء علي تصرفاته السابقة. الفرد الملتزم لا بد و ا ن يكون علي معرفة ذه الاهتمامات كما يجب عليه ا ن يدرك ا ن القرار الذي سيتخذه في هذه الحالة سوف يكون له ا ثار ا خرى تتعداه( 19 ). و على حين يعد الارتباط بالا خرين هو المقابل الاجتماعي للا نا الا على فان الالتزام هو المقابل الرا ي العام. عندما يتخذ الفرد قرارا فا نه يكون في وضع يرتبط بخط معين من السلوك له نتاي ج ترتبط باهتمامات و ا نشطة ا خرى الاعتقاد: يعكس هذا العنصر النظر ا لى قوانين ا تمع على ا ا عادلة بمعنى ا ن الشخص يجب عليه ا ن يحترم قواعد و معايير ا تمع و يشعر بالتزام ا خلاقي نحو طاعة هذه القوانين( 20 ). خاتمة عالجت النماذج النظرية السابقة مسا لة الضبط الاجتماعي و يتضح مدى التشابه و الاختلاف بينها الاختلاط التفاضلي ا همية كبيرة للا سرة فهي ترى ا ن الفرد يتعلم السلوكيات المضادة ا و المنسجمة حيث ا عطت نظرية لمعايير ا تمع من خلال الا سرة وهي بذلك تو كد ا همية الا سرة كجماعة ا ولية ينتمي ا ليها الفرد ومدى ما تمارسه هذه الجماعة من تا ثير قوي على شخصيته و سلوكه. كما ا ا قد وجهت الانتباه نحو ا همية العوامل الاجتماعية و ما تمارسه من تا ثيرات على ارتكاب الا فراد للسلوك غير السوي. و بذلك تكون قد ا لقت الضوء على حقيقة هامة و هي ا نه لا يمكن الاقتصار على العوامل الشخصية فقط عند تفسير السلوك غير المتوافق ولكن لا بد ا ن نضع في الاعتبار الظروف الاجتماعية بالفرد و تركيزها على المحيطة هذا الجانب الاجتماعي(السلوكي) جعلها تتعرض للعديد من الانتقادات لا ا تجاهلت بذلك بقية العوامل الا خرى النفسية و الاقتصادية. و تبرز ا همية هذه النظرية في كو ا تفسر (غيرالسوي) كما تفسر السلوك المقبول اجتماعيا(السوي). السلوك غير المقبول اجتماعيا في حين ركزت نظرية الاحتواء على الضوابط الداخلية و الخارجية ا ذ تعتبر الا سرة من ا هم مصادر الضبط الخارجي و بالرغم من ا ا ناقشت كل من ا شكال الضبط الخارجية و الداخلية ا لا ا ا اعتبرت ا ن الضبط الداخلي ا كثر ا همية من 288

7 الضبط الخارجي.و ترى ا ن الناس جميعا يتعرضون و بدرجات متفاوتة ا لى ضغوط بيي ية و غيرها تدفع نحو السلوك غير المتوافق علما ا ن هناك ميول بيولوجية و نفسية للانحراف. وتتفق كل من نظرية الانجراف ونظرية الضبط الاجتماعي مع النظريات السابقة على ا ن الا سرة ا هم المو سسات المو ثرة في حياة الا فراد و ا ن الروابط الاجتماعية هي ا هم عوامل الضبط الاجتماعي و قوة الارتباط بين ا عضاء الا سرة هي التي تقوي و تدعم التماسك الا سري. ومن الانتقادات التي وجهت لهما تركزيهما كغيرهم على العوامل الاجتماعية وا غفال العوامل الا خرى(كالعوامل النفسية). قاي مة المراجع: ا لسمري عدلي محمود و ا خرون.( 2010 ).علم الجريمة و الانحراف. الطبعة الا ولي. دار عمان:المسيرة للنشر و التوزيع و 1. الطباعة ص 48. الصالح مصلح.( 2004 ).الضبط الاجتماعي الطبعة الا ولي. الا ردن: الوراق للنشر و التوزيع ص ص ص ص الصالح 2004: المرجع نفسه 4. الصويعي بشير صالح حنان.( 2010 ).الخلفية الاقتصاديةالاجتماعية للا سرة وعلاقتها بالسلوك الا جرامي للمرا ة. الطبعة الا ولى. بغازي: دار الكتب الوطنية ص 51. ا لسمري عدلي محمود.( 2003 ).الثابت و المتغير في ا ليات الضبط الاجتماعي. الطبعة الا ولي. الا سكندرية ص ص 120. الصالح : 2004 مرجع سبق ذكره 6. الخشاب مصطفي سامية.( 2008 ).النظرية الاجتماعية و دراسة الا سرة. الطبعة الا ولي. مصر: الدار الدولية للاستثمارات 7. الثقافية ص الوريكات عايد عواد.( 2008 ). نظريات علم الجريمة. الطبعة الا ولى. الا ردن: دار الشروق للنشر و التوزيع ص 211. الصالح 2004 مرجع سابق ص ص الوريكات 2008: مرجع سابق الخشاب 2008 مرجع سبق ذكره ص الصالح 2004 : مرجع سابق ص ص المرجع نفسه ص ص نفس المرجع ص المرجع نفسه ص ص ص مرجع سبق ذكره السمري 16. الوريكات مرجع سابق ص ص 162. مصطفي الخشاب مرجع سابق 18. ا لسمري عدلي محمود.( 2009 ). علم الاجتماع الجناي ي. الطبعة الا ولي. الا ردن: دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة 19. ص ص السمري المرجع نفسه ص